ما قصة تلك الشارة أو العلامة القرمزية ، قس شاب وامرأة وفتاة صغيرة
وزوج وشارة قرمزية ، أربع أشخاص ورمز تدور بينهم قصة من أروع القصص الإنسانية تقع المرأة في جريمة الزني من قس شاب أثناء غياب زوجها وبعده في الاسفار البعيدة
الذي كان طبيبا في مهنته مريضا في رعاية أهله ، تعترف المرأة بالخطيئة والذنب
والجرم الفظيع الذي ارتكبته فتصعد علي المقصلة ، لكي يحكم عليها ولكن من هو المجرم
الذي ألحق بها العار ولطخ شرفها ووضع في أحشائها بذرة سرعان ما تنمو وتخرج لتشهد علي
الاثنين وتظل تؤرقهما ، لم تعترف المرأة عليه ليأخذ حقه ونصيبه من كأس المر ، يقف
علي مبعدة أو مقربة من المقصلة ذلك القس الشاب جبانا لا يقدر أن يعترف بجرمه كما
اعترفت المرأة
ويحكم علي المرأة بوضع شارة قرمزية علي صدرها دليلا علي فسقها وجريمتها النكراء تظل تلك الشارة ملتهبة تحرق ما تحتها طوال القصة تظل المرأة تعاني من ذل الذنب وذل علامته الموضوعه علي صدرها وتمر الايام لتأتي بعقاب آخر وشاهد آخر علي تلك الجريمة ألا وهي طفلة مولودة تسميها الام بورل أي لؤلؤة فتضاف إلي الشارة شارة أخري ولكنها بشرية تقول ما لا تقوله الشارة تنطق بما يعذب الام ويقطع أحشائها تذكرها دوما بالخزي والعار وكأنها الضمير الانساني في صورته المجسدة تعبر عنه الفتاة وهي تلعب لا تلقي بالا بثقل كلماتها وكأنها شيطانا صغيرا كُلف بعذاب المرأة ، ولا تكتفي الاحداث بذلك بل يرجع الزوج المأفون ليعرف القصة فيخفي شخصيته ويتستر في صورة طبيب رحالة ويتقرب من القس ، لينتقم منه حتي يصبح طبيبه الخاص فينفس فيه الهم والحزن ويمرض قلبه ويسمم روحه من حيث لا يدري
...
الحرف القرمزي (1850) هي رواية كتبها ناثانيال هاوثورن، وهي تعد واحدة من الروائع التي كتبها.
تدور أحداث الرواية في القرن السابع عشر في مدينة بوسطنالمتزمتة. وتحكي قصة هستر براين التي أنجبت بعدما ارتكبت خطيئة الزنا، ثم تتوب وتحاول أن تعيش حياة كريمة. ويُحاول هوثورن استكشاف مواضيع جديدة حولالقانون، والخطيئة، والإثم.
قد لا يكون مؤرخو الأدب جميعاً، متفقين على أن رواية «الحرف القرمزي» للكاتب الأميركي ناثانيال هاوثورن هي أكبر وأعمق رواية أنتجها الأدب الأميركي في تاريخه كله على الإطلاق - حتى وإن كان البعض يرى هذا -، غير أن هذا لا يمنعهم من الاتفاق على أنها أقوى رواية ظهرت في أواسط القرن التاسع عشر، منتمية إلى أدب كان يكتشف الإنسان الجديد وعلاقته ببيئته وبدايات مجابهته الضوابط والضغوط الاجتماعية. فالحال أن «الحرف القرمزي» تنتمي مباشرة، في روحها ومضمونها، إلى أدب كان بدأ يرى أن ما يكبّل الإنسان وحريته، ليس الشرائع والقوانين والسلطات، بل المجتمع نفسه. وهو أمر لن يُكتشف على نطاق واسع إلا بعد قرن وأكثر من صدور تلك الرواية التي لا تزال تمارس سحرها الكبير حتى اليوم، ولا تزال تقتبس لا سيما في السينما والتلفزة، إذ لا بد أن نذكر أن هوليوود وحدها حققت عنها ما لا يقل عن ستة أفلام كبيرة ... اللافت أنها كلها حُققت من قبل مخرجين أجانب، من بينهم الألماني فيم فندرز، حيث يبدو الأمر وكأن الإطلالة على أميركا العتيقة لا يمكن أن تمر إلا عبر تلك الرواية التي أطلت بها أميركا على نفسها وعلى أخلاقيتها، بتساؤل استنكاري منذ أواسط القرن الذي صاغ أيديولوجيتها الطهرانية بأعنف ما يكون.
> والحال أنه إذا كان النقد اختار، في غالب الأحيان، أن يحتفي - عن حق - بما في «الحرف القرمزي» من مزايا سيكولوجية وأسلوبية، وبما لها من أهمية تاريخية، فالحقيقة تقول لنا إن الأهمية الأولى لهذا الكتاب تتجاوز ما يمكن أن يعنيه بالنسبة إلى تاريخ الرواية الأميركية نفسه. والباحث لا يحتاج إلى جهد كبير، بالطبع، قبل أن يكشف عما في هذه الرواية من روح عداء لعنصر النزعة الطهرانية التي سادت المجتمعات الأميركية، لا سيما في مناطق الشمال الشرقي من الأمة - القارة. فهذا العداء يقفز رأساً أمام الأنظار ومنه تغتذي، مباشرة، حبكة الرواية. وفلسفة العداء للطهرانية هذه إنما تأتي لتجسد، روائياً، فكرية أساسية حملها التجاوزيون: الفضيلة الكامنة في خطيئة ترتكب عبر اندفاع عفوي. فالمرأة «الزانية» في الرواية - كما سنرى - وعشيقها، لم يكونا ولو للحظة موضع إدانة من المؤلف بل أن إدانته تتوجه إلى القضاة وإلى الزوج المنتقم.
> ولكن، قبل التمادي يجدر بنا، طبعاً، أن نتوقف عند أحداث هذه الرواية التي ترجمت إلى معظم لغات الأرض، ومن بينها العربية طبعاً. والمحور الأساس في الرواية يدور من حول آرثر ديمسدال، الكاهن الشاب الذي يثير بخطبه وبنمط حياته النموذجي، حماسة أبناء الرعية المحبين له في إنكلترا الجديدة، بوسطن، في الحقبة ذاتها من القرن الثامن عشر. بيد أن ما يختبئ في الحقيقة خلف شخصية آرثر، إنما كان أمراً آخر تماماً. إذ حدث أن أستاذاً إنكليزياً مكتهلاً كان أرسل إلى البلدة، زوجته الشابة الحسناء هستر برآين، وقد آلى على نفسه أن يلحق بها ليعيشا هناك. غير أن الهنود الحمر يأسرونه ما يؤخر لحاقه بزوجته سنتين. وهو إذ يصل أخيراً إلى البلدة يجد زوجته واقفة عند عمود الاتهام حاملة طفلة بين ذراعيها. خلال غيابه. إذاً، حملت هستر وأنجبت وهي إذ حوكمت رفضت أن تسرّ باسم عشيقها. فأوقفت عقاباً لها إلى العمود، و «زين» ثوبها بحرف قرمزي اللون هو حرف A الذي يشي بكونها زانية ADULTERESS. عندما يجد الزوج هذا كله في انتظاره يخفي عن الجميع شخصيته منتحلاً اسم روجر سلنغوورث مجبراً هستر على أن تقسم بأنها لن تكشف حقيقته لأحد. وبعد ذلك تذهب هستر، محملة بالعار والاحتقار، حاملة طفلتها بيرل، عند تخوم البلدة. وهناك تفتح لها حالها آفاق عيش جديدة فتكرس وقتها لفعل الخير ومساعدة البائسين ما يجعلها تكسب احترام الجيران شيئاً فشيئاً. أما روجر فإنه يتجه إلى ممارسة الطب وقد قرر أن يكتشف بنفسه غريمه في حب هستر، غير دار أول الأمر أن الغريم ما هو سوى الكاهن آرثر، الذي حين حوكمت حبيبته لم يجد لديه من الشجاعة ما يجعله يعترف بما اقترف، فتركها في مهب الرياح والأحكام القاسية. وطبعاً ينتهي الأمر بالزوج إلى اكتشاف الحقيقة، ما يجعل من الجزء الثاني من الرواية تصويراً لعنف انتقام الزوج ولهبوطه إلى جحيم انهياره الأخلاقي والإنساني بفعل إقدامه على ذلك الانتقام. وأخيراً، بعد انقضاء سبع سنوات يصل فيها الكاهن ديمسدال إلى حافة الجنون والموت، تبرز هستر، التي كانت محنتها قد أعتقتها تماماً، حتى من إحساسها بفعل الخطيئة، تأتي لتقترح عليه أن يرحلا معاً إلى أوروبا. في البداية يقبل، لكنه فجأة يعتبر ذلك إغواء من الشيطان له لإفساد إيمانه وينتهي به الأمر إلى الاعتراف أمام أهل البلدة جميعاً بالحقيقة، وذلك بالقرب من عمود الاتهام الذي كان أولاً من نصيب هستر وحدها، وهناك يموت بين ذراعيها.
> قد يكون لهذه الرواية، في أحداثها، طابع ميلودرامي ممتزج بشيء من المناخ القوطي، لكن نظرة معمّقة إليها ستضعنا أمام بعدها الفلسفي الخالص. فالحال أن هاوثورن، إذ يستنكف عن توجيه أي إدانة لهستر، ويكتفي بمؤاخذة آرثر، الكاهن، على جبنه ونفاقه لا على الفعل الذي ارتكبه، يركز الإدانة كلها - كما أسلفنا - على القضاة الذين حاكموا هستر وحكموا عليها، ثم خاصة على الزوج المنتقم. فبالنسبة إلى هاوثورن يصبح هذا الزوج، على رغم أنه أصلاً «ضحية»، فاعل الشر إذ ينيط بنفسه مهمة اقتحام ضمير «المذنبين». وهاوثورن يصور هذا الانتقام بوصفه «الخطيئة الوحيدة التي لا تغتفر». ويبدو هذا من خلال الفعل نفسه، ولكن من خلال الصورة التي يقدمها هاوثورن للزوج: انه عديم الحس، وهو لا يسعى إلى معاقبة «المذنبين» إلا بدافع من وله ذهني بارد. ناهيك بأن البعد الفلسفي للرواية يتسم بما يقوله مسكوتها: إن الحضارة تأتي إلى المكان الموحش البدائي بالقانون - والقانون الأخلاقي بخاصة - في الوقت الذي تأتي فيه بفكرة خرق ذلك القانون. وعلينا أن نلاحظ هنا، أيضاً، أن العبارة التي افتتحت الطبعة الأولى للرواية، أشارت إلى أن حرف A الذي يرمز إلى الزنى، هو الحرف نفسه الذي يبدأ به اسم آدم ADAM الذي «اقترف الخطيئة الأولى باسمنا جميعاً» بحسب تعبير ناثانيال هاوثورن.
> ولد الكاتب الأميركي ناثانيال هاوثورن عام 1804 في مدينة سالم في ولاية ماساشوستس، -تلك المدينة التي عرفت مفاهيم السحر والخطيئة أكثر من أي مدينة أميركية أخرى-، حفيداً لواحد من غلاة الزعماء الطهرانيين وابناً لأسرة جعلت الخوف من الخطيئة واحداً من سمات حياتها. ومن هنا ليس غريباً أن نعتبر كتابة هاوثورن لرواية «الحرف القرمزي» نوعاً من التمرد على أخلاق أسرته، وبالتالي أخلاق فئات عريضة من المؤسسين الأميركيين الطهرانيين، الذي، كان همهم دائماً أن يفضلوا النص على الإنسان، وشريعة الجمع على حساسية الفرد. ولقد أمضى هاوثورن طفولته وحيداً، مع أمه الأرملة المعتزلة الحياة والناس. فأتيح له أن يقرأ كثيراً. وهو بعدما تلقى دراسته الثانوية في برونزويك، عاد إلى مدينته سالم حيث بدأ يكتب الروايات والقصص القصيرة وينشرها. غير أن ذلك كله لم يقم بأوده فاضطر إلى الالتحاق لفترة بوظيفة في الجمارك في بوسطن، ثم عمل في مزرعة. والحال أننا نجد آثار ذلك كله ماثلة في الكثير من رواياته وقصصه، وحتى في قصص الأطفال التي كتبها ونشرها بكثرة، مقتبساً معظمها من الأساطير اليونانية القديمة وبعض الأساطير المحلية. أما «الحرف القرمزي» فكتبها في عام 1850 بعدما خسر وظيفته في مرفأ سالم. والحق أن نشر هذه الرواية عاد عليه بشهرة لم يكن يتوقعها، وهو أدرك هذا، خصوصاً، حين توجه عام 1857 إلى إنكلترا حيث عيّن قنصلاً أميركياً في ليفربول فوجد الناس يعرفون أعماله ويقرأونها على نطاق واسع. وهو ظل يكتب حتى رحيله في عام 1864، ويعتبر اليوم من كبار الكلاسيكيين في الأدب الأميركي والعالمي، لا سيما منذ كتب عنه هنري جيمس في عام 1879 دراسة بالغة الأهمية.
Hester Prynne by Demi Moore from The Scarlet Letter 1995 film
|
الحبكة الدرامية
تدور أحداث الرواية خلال فصل الصيف في مدينة بوستون
بماساشوستس بالقرن السابع عشر، داخل قرية متزمتة. تَضْطَّر سيدة شابة، تُدْعَى هستر
براين، أن تُغَادِر البلدة هي وطفلتها الرضيعة. وكانت ترتدي على صدرها قطعة قرمزية
اللون من القماش. وكانت القماشة على شكل الحرف "A". يُمثِّل الحرف
القُرمُزيّ "A" خطيئة الزنا التي ارتكبتها هستر، فهو رمز
لإثمها أو عارها ليراه كل الناس. يُخبر أحد الناس رجلاً كبيراً بأن هستر قد ارتكبت
الزنا. قام روجر شيلينجوورث، زوج هستر الذي يكبرها بكثير، بارسال زوجته إلى أمريكا،
بينما ظل هو لترتيب بعض الأمور في أوروبا. لم يصل روجر إلى بوستون، وأجمع الناس على
أنه فُقِدَ في البحر. ومن الواضح أن هستر قد تورطت في علاقة أثناء انتظار زوجها، مما
أسفر عن ولادة ابنتها. لكن هستر لن تبوح باسم حبيبها، ويبقي الحرف القرمزى وفضيحتها
بين الناس بمثابة عقاب لها على إثمها وتكتمها. وفي هذا اليوم، أمر رؤساء المدينة بشنقها،
ولكنها رفضت ذِكر اسم والد طفلتها.]
ويتضح أن الرجل العجوز هو زوج هستر المفقود. حيث
جاء إلى بوستون من أجل الانتقام. ولم يبوح بهويته الحقيقية إلى لهستر. ومرت سنوات عديدة.
عملت هستر كخياطة، وكبرت ابنتها بيرل لتصبح طفلة عنيدة شيطانية. تعتبر بيرل رمز الحرف
القرمزي الذي يمثل حب هستر وعقابها. وقد عاشوا في كوخ صغير على أطراف مدينة بوستون،
بعد أن أصبحوا منبوذين من المجتمع. حاول مسئولون في المجتمع أخذ بيرل من أمها، ولكن
تمكَّنت الأم وابنتها من البقاء معاً بمساعدة أحد الوزراء يدعى آرثر ديميسدال. ويبدو
أن ديميسدال يعاني من مشاكل في القلب ناتجة عن مشاكل نفسية. وتمكن شيلنجوورث من ملازمة
الوزير المريض ليمنحه الرعاية اللازمة طوال الوقت. كان شيلنجوورث يشك بوجود علاقة بين
مرض ديميسدال والسر الذي تُخفيه هستر. ولذلك، بدأ في اختبار الوزير ليأخذ منه ما يستطيع
من معلومات. وفي أحد الأيام، اكتشف شيلينجوورث شيئاً تم إخفاؤه عن القاريء أثناء ما
كان الوزير نائماً، وهو حرف "A" محروق داخل خزانة ديميسدال، مما أكَّد شكوكه.
لوحة الحرف القرمزي.بريشة الفنان تي إتش ماتيسون. قد يكون رسم هذه اللوحة الزيتية في عام 1860 على قماش الكانافا استرشاداً بنصيحة هوثورن. |
زادت المشاكل النفسية التي يعاني منها ديميسدال،
وقام باختراع أساليب جديدة لتعذيب نفسه. أثناء ذلك الوقت، زادت أعمال هستر الخيرية
من تعاطف المجتمع معها. وفي ليلة من الليالي، قابلت هستر وابنتها ديميسدال وهما عائدتان
من زيارة جون وينتروب في ساعاته الأخيرة قبل موته. وكان الوزير يقف فوق مشنقة البلدة
يحاول أن يعاقب نفسه على أخطائه. انضمت إليه هستر وابنتها. رفض ديميسدال طلب بيرل بالاعتراف
بها علناً في اليوم التالي. ثم ظهر شهب على شكل حرف A ذو لون
أحمر باهت في السماء المظلمة. فَسَّرَه بعض سكان المدينة بأنه يرمز للملاك، لموت شخص
مهم في المجتمع، ولكن ديميسدال رأى أن الحرف يرمز لفاحشة الزنا. وبَدَأَت حالة الوزير
تسداد سوءً، وبالتالي قررت هيستر التدخل. ذًهبت إلى شيلينجوورث وطلبت منه أن يتوقف
عن تعذيب ديميسدال. ولكنه رفض. وبالتالي، هدَّدته هيستر بأنها ستُخبر ديميسدال بهوية
شيلينجوورث الحقيقية.
كانت هيستر وابنتها تتمشيان في الغابة. لم تُشرق
الشمس على هستر، بينما كانت بيرل تنعم بأشعة شمس. وفي نفس الوقت، قابلتا ديميسدال الذي
كان يتمشى في الغابة أيضاً. أخبرت هستر ديميسدال بحقيقة هوية شيلينجوورث. ومن ثم قرر
الحبيبان الهرب إلى أوروبا، حيث يمكنهما العيش معاً مع بيرل كعائلة واحدة. سيركبون
مركباً ليتجهوا إلى أوروبا في أربعة أيام. شعر كل منهما بشيء من الحرية، وقامت هستر
بإزالة الحرف القرمزي وتركت شعرها ينساب. وشَقَّت أشعة الشمس السحاب والشجر لِتُنير
فرحة وحرية هستر. ولم تتعرف بيرل على أمها يدون ارتداء الحرف القرمزي. وبدأت تصرخ حتى
أشارت أمها على الحرف القرمزي الموجود على الأرض. طلبت هستر من بيرل أن تأتي إليها،
ولكنها لن تذهب إليها إلا إذا أعادت هستر الحرف القرمزي إلى فستانها مرة أخرى. ثم ذهبت
بيرل إلى أمها. قَبَّل ديميسدال بيرل على جبهتها، ولكنها قامت بمسحها لأن ديميسدال
يرفض الاعتراف بها على الملأ. ومع ذلك، يبدو أن الوزير قد بدأ يشعر براحة تجاه ما اقترفه
من أخطاء في حياته الماضية.
وقبل رحيل السفينة بيوم، اجتمع سكان البلدة للاحتفال
بالانتخابات، وقام ديميسدال بإلقاء خطبة بليغة جداً. وعلمت هستر في نفس الوقت بأن شيلينجوورث
قد عرف بخطتهما، وحجز تذكرة على نفس السفينة. وبعد أن غادر ديميسدال الكنيسة فور إنهاء
خطبته، وجد هستر وبيرل واقفتين عند المشنقة. ثم قام بالصعود إلى المشنقة ليَنْضَم إلى
حبيبته وابنته، واعترف بها علناً. ثم كشف عن العلامة المحفورة على صدره. ومات ديميسدال
بعد أن قَبَّلَتهُ بيرل.
مات شيلينجوورث بعد عام من موت الوزير بسبب غضبه
لعدم الانتقام. رحلت هستر وابنتها عن مدينة بوستون، ولم يعرف أحد ماذا حدث لهما. وبعد
مرور عدة سنوات، عادت هستر وحدها لتعيش في كوخها القديم وتمارس أعمالها الخيرية. وكان
يصلها خطابات من بيرل. كانت هناك شائعات بأن بيرل قد تزوجت برجل أوروبي أرستقراطي،
وأصبح لها عائلتها الخاصة. ورثت بيرل كل أملاك شيلينجوورث، على الرغم من أنه كان يعلم
أنها ليست ابنته. أصبحت هستر تشعر بالحرية، وقد غفر لها أهل البلدة طيشها، خاصة النساء.
عندما ماتت هستر، دُفِنت في مقبرة جديدة بالقرب من مقبرة أخرى بالقرب من كنيسة الملك.
كانت مقبرتها بالقرب من المقبرة الغارقة، ولكن هناك مسافة بينهما. وهناك بلاطة واحدة
للضريحين. وتم تزيين البلاطة بالحرف "A"، ليشير إلى
هستر وديميسدال.
ناثانيل هوثورن
المواضيع الرئيسية
الخطيئة
تستدعي تجربة هستر وديميسدال قصة آدم وحواء، لأن
الخطيئة في الحالتبن تؤدي إلى الطرد والمعاناة. كما أنها تؤدي إلى المعرفة—خاصة معرفة
معني كلمة إنسان. يرمز الحرف القرمزي لهستر بجواز سفرها إلى منطقة لا تجرأ النساء الذهاب
إليها، مما جعلها تتأمل مجتمعها بشكل أكثر جرأة من أي شخص آخر في إنجلترا الحديثة.
تعاطف الناس مع الوزير المخادع، وانضم إلى إخوانه
الخاطئين في الإنسانية. واشتقت خطبته البليغة من هذا الشعور بالتعاطف. احتفظت لغة القس
آرثر ديميسدال بالمبادي القديمة للفكر المسيحي. ويُعتبر سقوطه نابعاً من لعنه؛ حيث
بدا بأنه نقي. وانتهى بالفساد. وتكمن الخديعة في أن الوزير هو الذي خدع نفسه، حيث يُقنع
نفسه في كل مرحلة من مراحل الحج بأنه قد كفَّر عن ذنبه.
يتناقض جمال شجرة الورود مع كل ما هو موجود حولها—كما
سيكون الحرف القرمزي لاحقاً في القصة. وتبحث الشجرة عن بعض الأخلاق الجميلة في القصة
التراجيدية، كما أنها تُعبر عن حنان روح الطبيعة على هستر الضالة وابنتها (الزهور التائهة
بين الأعشاب)، في مقابل قسوة جيرانها المتزمتين. ودائماً ما نجد مقابلة بين صُوَر الطبيعة
والظلام القاتم للمتزمتين ونِظَامِهِم.
يَعكِس جِسم شيلينجوورث المُشَوَّه الشَّر الكامن
داخل روحه، والذي تزايد مع تَقَدُّم أحداث القصة. تماماً كما يُمثِّل مرض ديميسدال
اضطرابه الداخلى. حيث يعكس الشكل الخارجي للإنسان ما بداخل قلبه.
تُعد الوظيفة الرئيسية لشخصية بيرل هي أنها رمز،
على الرغم من تعقيدها. تُجسِّد بيرل الحرف القرمزي. وكانت دائماً ما ترتدي فستان قرمزيّ
اللون مُزَيَّن بخيوط ذهبية، وهو ما يشبه الحرف القرمزي الموجود على صدر هستر. هناك
تشابه بين بيرل وبيترس في قصة ابنة رابتشيني. تمت دراسة الشخصيتين بنفس الاتجاه، ولكن
من وجهة نظر مختلفة. تَغَذَّت بيترس على نباتات سامًّةـ حتى أصبحت هي نفسها سامَّة.
بينما شَرِبَت بيرل من كأس الخطيئة التي ارتكبها أبواها، في عالمها المجهول قبل أن
تولد.
الماضي والحاضر
تم التعبير عن الصدام بين الماضي والحاضر بأكثر
من طريقة. قعلي سبيل المثال، هناك شخصية الجنرال الكبير البطل الذي يتمتع بالمثابرة،
والاستقامة، والشفقة، والقوة الأخلاقية الداخلية. وكان يُلَقَّب بـ"روح إنجلترا
الحديثة". ولكنه يذهب إلى المرعى، وأحياناً يترأَّس الـCustom
House الذي يعمل به مجموعة من الخادمين الفاسدين، الذين يهربون من العمل للنوم،
ويُهَرِّبُونَ البضائع. ويُدِيرُهم مُرَاقِب لا يتمتع بقُوَّة فِكرية، أو عُمق عاطفي،
أو إدراك. إنه شخص طيِّب ولكنَّه قليل الحيلة.
يمتلك هوثورن مشاعر متضاربة حول دور أسلافه في حياته.
وَصَفَ هوثورن أسلافه في سيرته الذاتية بأنهم قاتمين، وملتحين، ويشبهون حيوان السمُّور،
ويلبسون تيجان من الفولاذ، ومُتعسِّفين، حيث تمحى أعمالهم السيئة ما قدموه من أعمال
جيدة. هناك شك بسيط تجاه ازدراء هوثورن لتلك المنظومة الأخلاقية المُتَزَمِّتَة وصرامتِها.
لقد تخيَّل رؤية أسلافه عنه وازدرائهم له: إننى أُعَد غير ناجح في أعينهم، وليس لي
قيمة، ومخزٍ. "مجرد كاتب لكتب قصصية!" على الرغم من عدم موافقته الرأي مع
أسلافه، يشعر هوثورن بوجود رباط فطري بينه وبينهم. يبقي دمهم في شايينه، ويبقي عدم
تسامحهم وعدم إنسانيتهم موضوع رواياته.
تاريخ النشر
كان هوثورن يُخطط لأن تكون رواية الحرف القرمزي
رواية قصيرة ضمن مجموعة كان ينوى أن يسميها أساطير الماضي. ولكن الناشر جيمس توماس
فيلد أقنعه بأن تكون الحرف القرمزي رواية كاملة مستقلة. نُشِرَت الرواية في ربيع
عام 1850 من قِبَل شركة تيكنور وفيلدز، لتبدأ فترة ازدهار أعمال هوثورن.وعندما
سلَّم هوثورن الصفحات الأخيرة للشركة المُنْتِجّة في شهر فبراير عام 1850، قال:
"لقد كَتبت بعض أجزاء القصة بعناية فائقة"، ولكنه شكَّ أن تُحقق شعبية بين
الناس. حققت الرواية مبيعات ضخمة فور نشرها، على الرغم من أن الكاتب لم يَربح
منها سوى 1500 دولاراً أمريكياً على مدى 14 سنة. أثار نشْر الكتاب غضب السكان الأصليين
لمدينة سالم، حيث رفضوا ازدراء هوثورن لهم في مقدمة روايته. ثم قام هوثورن بطباعة
2500 نسخة جديدة من الحرف القرمزي في الثلاثين من شهر مارس عام 1850، وقرَّر أن يعيد
طباعة الرواية دون تغيير أي كلمة في المقدمة. إن الخصائص المميزة للمسودة هي الصراحة
والدعابة الحقيقية. وأنكر وجود أي عداوة أو شعور سلبي شخصي أو سياسي من أي نوع.
يَكمن نجاح الكتاب الفوريّ والأبديّ في معالجة القضايا
الأخلاقية والروحية من منظور أمريكي مميز. لم يكن من السهل مناقشة موضوع
الزنا في عام 1850. ومع ذلك، لم يعارض أحد هوثورن لمناقشته هذا الأمر بسبب دعم المؤسسة
الأدبية لإنجلترا الحديثة. وقيل أن هذا العمل يُمثَّل عبقرية هوثورن الأدبية، لأنه
عمل مُعَقَّد يحتوى على وصف موجز. ظلَّ الكتاب باقياً لما يتمتع به من عمق فلسفي ونفسي،
وظلت الأجيال تقرأه باعتباره رواية كلاسيكية تعالج موضوع عالمي.
تعتبر رواية الحرف القرمزي أول كتاب يحقق مبيعات
ضخمة في أمريكا. وخلال منتضف التسعينيات، قام بعض الأشخاص بتجميع صفحات الكتاب يدوياً
وبيعها بكميات صغيرة. تم بيع أول مجموعة من الحرف القرمزي، التي بلغت 2500 نسخة، في
عشرة أيان فقط. يَعتبر هواة تجميع الكتب النسخ الأولى كتب نادرة، وقد يصل سعرها
إلى 6000 دولار أمريكي.
ردود الأفعال النقدية
قال الناقد إيفيرت أغسطس، وهو صديق هوثورن، أنه
يفضل قصص الكاتب التي تشبه حكايات واشنطن إيرفينج. كما اعترض الناقد إدوين بيرسي، وهو
صديق هورثون أيضاً، على كمية الإحباط المُركز التي تحتوى عليها الرواية، وتفاصيلها
النفسية العميقة. وكَتب أن الرواية مُؤلِمة جداً. بينما ذكر كاتب القرن العشرين
لورانس بأنه لا يوجد عمل أفضل من الحرف القرمزي للتعبير عن الخيال الأمريكي.
اللهجة الأمريكية العامية
يُستخدم مصطلح "الحرف القرمزي" للإشارة إلى أي شيء يُمكن أن
يُوصف به الإنسان بأي شكل، وذلك لسنوات عديدة بعد اِصدار الرواية. كان استخدام
النازيين للنجمة الصفراء للإشارة إلى اليهود نوع من أنواع استخدام "الحرف
القرمزي"، وذلك في فترة الثلاثينيات والأربعينيات. كما كانت محاولات الحكومة
لمنح رخصة معينة لصنع علامات للمجرمين تعتبر استخداماً لمصطلح "الحرف القرمزي".يشير هذا الاستخدام بشكل مباشر إلى حرف الA القرمزي
الذي كانت ترتديه بطلة الرواية. يُعتبر ذلك نوعاً مميزاً من العقاب. يكمن عقاب
الحرف القرمزي في أنه علامة تبقي للأبد، و تُعَرِّف كل الناس بخطيئة الفرد،
و تُزيد من عذاب الشخص من خلال عدم القدرة على الهرب من جرائمه الماضية. لا
يستطيع الإنسان أن يبقى بعيداً عن ماضيه، وبالتالي يمنع "الحرف القرمزي"
الشخص من الشفاء مما إقترفه من أخطاء في الماضي.يُقَال بأن الهدف من الحرف القرمزي هو حماية العامَّة، ولكنه في
الحقيقة يهدف إلى زيادة عذاب المخطيء. كانت حرية الفرد في الولايات المتحدة نابعة
من حركة الاستقلال، وبالتالي فإن أي إنقاص من حرية الفرد الحركية، أو الفعلية، أو
الشخصية يُعتبر مبالغ فيه ومُخيف. يُستخدم المصطلح دائماً ليُشير إلى رؤية
العامَّة لخصوصية الفرد، وقد تمت صياغته من أجل أغراض طيبة. ولكنه يُستخدم في
الواقع للتحقير من حرية من يحمل هذا الرمز.
بعض الاقتباسات التي مرت معي أثناء قراءة الرواية :
• مما يساعد علي تحسين الصحة النفسية
والخلقية لأي رجل أن يصادق أناسا يختلفون عنه ، ولا يهتمون بعمله ولا بهواياته ،
وعليه أن يخرج من نفسه وينساها تماما كي يقدر أفق هؤلاء الناس ومواهبهم
• معظم مصائبنا ، حتي الكبريات منها ، تأتي معها بعلاجها ومواساتها علي
شرط أن يتلقاها المرء بصدر رحب .
• المنصة جزءا من آلات العقاب ولكنها في الايام الغابرة كانت عاملا هاما
ذا أثر فعال في الارتقاء بالوعي الوطني تمام كالمقصلة في نظر الارهابيين الفرنسيين .
• ياسيدي القس (ديمسدال ) إن مسؤلية روح هذه المرأة تقع عليك ، فواجبك
أن تحضها علي الندم ثم الاعتراف .. باعتباره دليلا عليه.
.....................
أي (هيستر براين ) إنك تسمعين ما يقوله هذا الرجل الصالح وترين
المسؤلية التي أنوء بها .. فإذا شعرت لكي تنال روحك الهدوء والسلام ولكي يفيد
العقاب الأرضي في خلاصها في الآخرة ، فإني أدعوك أن تعترفي باسم شريكك في الإثم
والعذاب ، لا تصمتي شفقة به أو عطفا عليه فصدقيني يا هستر لو أنه هبط من مكان عال
ووقف هناك إلي جوارك علي منصة عارك ، لكان خيرا له من أن يخفي قلبا خاطئا طوال
الحياة فبماذا يفيده صمتك إلا أن يغريه .. نعم .. يضطره في هذه الحالة إلي أن يجمع
الرياء إلي الاثم ، لقد وهبتك السماء فضيحة علنية حتي تنتصري علنا علي الشر الذي
فيك وعلي الحزن الذي يحيط بك .فاحترسي إذن .. فإنك تمنعين عنه الكوب المرير –
ولعله ليست لديه الشجاعة ليستحوذ عليه بنفسه – ذلك الكوب المرير ( وإن كان صحيا
مفيدا) ذلك المفروض علي شفتيك الآن .
• ذهب العام سام له سحر المرتبات التي يدفعها الشيطان لمن يضلهم ، فيجد
كل من لمس ذلك الذهب أن عليه المحافظة علي نفسه جيدا وإلا ألفي المساومة تثقل كاهله
، فهي إن لم تسلبه روحه فسوف تسلبه صفات حميدة ، منها : القوة .. والصلابة ..
والشجاعة والإصرار .. والصدق .. والاعتماد علي النفس ، وكل ما تزهي به شخصية الرجل
وتزدهر .
لمشاهدة الفلم
ردحذفتسعي الجامعة إلي توفير مقومات التطوير المستمر لمواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية المتسارعة ، وتجويد الأداء الجامعي ، وتعمل الجامعة علي تحقيق رسالتها من خلال:
إعداد الكوادر الفنية المتخصصة في مختلف المجالات التي تقابل احتياجات المجتمع وتتطلبها مجالات التنمية الشاملة.
وتوفير المؤهلين في التخصصات المستحدثة التي يتطلبها سوق العمل.
إجراء البحوث والدراسات العلمية والتطبيقية التي ترتبط بمشكلات المجتمع وبرامج التنميـة .
التأكيد علي القيم الإنسانية النبيلة وتعميق قيمة الولاء الوطني والمحافظة علي المبادئ الأصيلة للمجتمع .
دعمالروابط الثقافية والعلميةبين الجامعة والمؤسسات العلمية والجامعات العربية والعالميةوتوثيقها.
التطوير المستمر للبرامج الدراسية وبرامج الدراسات العليا لمواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي.
تقديم الخبرات الاستشاراية للهيئات والمؤسسات الانتاجية من أجل خدمة المجتمع وتنمية البيئة .
جامعة المنيا
Minia University
Université de Minia
Universidad de Minia
احييك علي هذا المقال الرائع
ردحذفملخص مفيد وشاف شكرا لمدونة سعيد
ردحذففعلا توضيح يرقى لمستوى اهمية الرواية احسنتم
ردحذف