التخطي إلى المحتوى الرئيسي

كل ما يخص رواية الأب غوريو Le Père Goriot

بلزاك (1799-1850)

ولد أونوريه دي بلزاك في مدينة تور عام 1799 في عائلة برجوازية غنية فلقد شغل أبوه برنار فرانسوا بلزاك عدة مناصب سياسية قبل الثورة الفرنسية (1789) ثم أصبح بعدها وزيراً للبحرية ثم مدير إمداد وتموين فرقة الجيش الجمهوري الثانية والعشرين التي كانت تتمركز في تور واستطاع بفضل مكانته السياسية المرموقة إضافة  (de) الذي كان يميز أسماء النبلاء إلى أفراد عائلته في السجل المدني وبالرغم من حالة
والديه المادية الميسورة عاش الطفل بلزاك طفولة حزينة كئيبة فلقد أدخل بعد ولادته حضانة داخلية انتقل بعدها إلى مدرسة تحضيرية داخلية أيضاً ثم أقام بعد ذلك ست سنوات في مدرسة أوراتوريان فاندوم 1807-1813 قرأ خلالها كل الكتب التي وقعت تحت يده وخاصة كتابات شاتوبريان


في عام 1814 انتقلت العائلة إلى باريس حيث أتم أونوريه دراسته الثانوية ليسجل بعدها في كلية الحقوق في جامعة السوربون بيد أن اهتمامه الأدبي بدأ يطغى على الحقوق فتركها ليتفرغ لمواهبه الأدبية فكتب مسرحية شعرية درامية لكنها لم تلقى النجاح المأمول فانصرف إلى الرواية فكتب بين عامي 1822-1825 عدة روايات زادت من يأسه فتحول إلى عالم الأعمال حيث اشترى مطبعة لكنه لم يحصد إلا ديوناً جديدة فعاد وكتب عدة روايات لم يكن يجرؤ على توقيعها باسمه خشية فشلها وكانت <<مشاهد من الحياة الخاصة>> أول رواية له تلاقي القبول لرسمها صورة واقعية لحياة المجتمع

في عام 1833 كتب أوجيني غرانديه التي لاقت إقبالاً ونجاحاً كبيرين وتلقى في تلك السنة رسالة من امرأة بولونية تدعى مدام هانسكا عبَرت فيها عن إعجابها بأدبه ثم التقى بها في أواخر تلك السنة لتبدأ بينهما علاقة حب كبير ومنذ تلك الفترة كانت ملامح مشروعه المستقبلي ماثلة في ذهنه المشروع الذي أراد من خلاله إحياء مجتمعه برسم صورة متكاملة عن حياته بمختلف جوانبها عبر قرابة مائة رواية أطلق عليها عام 1842 اسم الملهاة البشرية

في السنة التالية كتب رواية الأب غوريو التي طبَق فيها للمرَة الأولى ابتكاره المتمثل في تكرار ظهور نفس الشخصية في أكثر من رواية واستمر يكتب عدة روايات في السنة حتى عام 1844 حيث أصيب بمرض حدَ من نشاطه          

في عام 1849 سافرإلى أوكرانيا بقصد العلاج ثمُ إلى فرنسا  في السنة  التي تلتها 1850 وتزوج من مدام هانسكا عشيقة عمره التي كان زوجها قد توفي منذ عام 1841 واستمرَ سوء حالته  الصحيَة وفي شهر أيار من تلك السنة لم يعد  بمقدوره  النهوض  أو الكتابة واستمرَت حالته في تدهور لدرجة أنه لم يعرف فيكتور هيجو  الذي قدم  لعيادته في 18  آب ومات مساء ذلك اليوم وهو ينادي ''بيانشون'' طبيب الملهاة البشرية وأقيمت مراسم دفنه في 21 آب قال خلالها وزير الداخليَة الذي كان من المشاركين لفيكتور هيجو:''لقد كان شخصاً متميزاً  ''فأجابه هيجو:''بل كان عبقرياً''

يعد بلزاك من رواد الأدب الفرنسي في القرن التاسع عشر مؤسس الواقعية في الأدب الأوروبي، فهو روائي وكاتب مسرحي وناقد أدبي وفني أيضاً، اشتهر بكونه كاتباً صحفياً، وله بصمة كبيرة في الأدب الفرنسي حيث تعدت رواياته الـ 91 ، وبلغت قصصه القصيرة الـ 137 وتمّ نشرها مابين عام 1829 إلى 1852. مُجمعين بعنوان الملهاة الإنسانية . ويُضاف على هذا كتاب مئة قصة فكاهية ، وأيضاً روايات شابة نُشرت بأسماء مستعارة وحوالي خمسة وعشرون عمل موجز. و يُعتبر من رواد الرواية الفرنسية ، حيث تناول بها في أكثر من نوع، حيث ألف التحفة المجهولة في الرواية الفلسفية ، وفي الرواية الخيالية حيث ألف الجلد المسحور، وأيضاً في الرواية الشعرية حيث ألف الزنبق في الوادي. وقد برع أيضاً في السياق الواقعي حيث ألف الأب غوريو وأوجيني غراندي، ولكنه يتعلق بالواقعية الحالمة التى يسمو بها قدرته على التخيل الإبداعي.
يعتبر مع فلوبير، مؤسسا الواقعية في الأدب الأوروبي.[ إنتاجه الغزير من الروايات والقصص، يسمى في مجموعه الكوميديا الإنسانية، كان بمثابة بانوراما للمجتمع الفرنسي في فترة عودة الملكية (1815-1830) وملكية يوليو (1830-1848).
من بعض أعماله: رواية (أوهام ضائعة) وهي باكورة أعماله، ورواية (الشاعران، امرأة في الثلاثين..الخ).

الأب غوريو 

 قصة لأونوريه دي بلزاك بدأت أحداثها في فرنسا في عام 1834 ، تم نشرها في مجلة باريس الأدبية التي ظهرت في المكتبات عام 1835 . وهو جزء من مشاهد الحياة الباريسية في الملهاة الإنسانية . الأب غوريو يضع الأثاث لما سيصبح حقيقة : الكوميديا الإنسانية وهي بناء أدبي فريد من نوعه.


مُلخص القصة

يبدأ بلزاك روايته هذه بوصف "البنسيون البورجوازي" الذي تديره "مدام فوكيه" والذي يقع في باريس بين "الحي اللاتيني" و "ضاحية سلن مارسو" في عام 1819 حيث ذلك الحي المرعب البائس الغارق في الصمت والمجهول. وبعد أن يتفنن بلزاك في وصف البنسيون ويرسمه بدقة متناهية يأخذ في تعريفنا بالمقيمين به بادئا ب"مدام فوكيه" مديرة البنسيون، وقطها الذي يستلب اللبن من الأكواب أو الجرار. " تظهر الأرملة متمنطقة بقلنسوتها المنسوجة من "التول" وقد ظهر تحتها جانب متهدل من شعر مستعار. تخطو تجرجر شبشبها المتعفن. وجهها الشائخ اللحيم يتوسطه ويتقدمه أنفٌ كمنقار ببغاء. يداها الصغيرتان مربربتان. كلها على بعضها سمينة كفأر الكنيسة. "الكورساج" مليءٌ متخمٌ رجراجٌ. كل ما فيها يتناغم مع هذه الصالة التي تنضح بالبؤس والشقاء"
" وفي الوقت الذي بدأت فيه أحداث هذه القصة كان النزلاء الداخليون سبعة. الطابق الأول يضم الشقتين الفضليين في "البنسيون". تقيم "مدام فوكيه" في أقلهما اعتبارًا، بينما الشقة الأخرى تقطنها "مدام كوتور"، أرملة آذن صرافة بالجمهورية الفرنسية. ومعها فتاة في شرخ الشباب تدعى "فكتورين تايفيه" تعاملها كابنتها. وكان سكنهما وإعاشتهما يكلفان ألفا وثمانمئة فرنك سنويًّا. فإذا ما انتقلنا إلى الطابق الثاني وجدنا الشقتين مسكونتين، إحداهما يشغلها عجوز يدعى "بواريه"، بينما الأخرى تخص رجلا في حوالي الأربعين من عمره، يضع على رأسه "باروكة" سوداء، يصبغ سوالفه، يقال إنه تاجر قديم، يدعى "المسيو فوتران". لكن الطابق الثالث يحتوي على أربع حجرات منهما اثنتان مستأجرتان: واحدة لفتاة عانس تدعى "مدموازيل ميشونو"، والأخرى لصاحب "فبريكة" شعيرية، وعجائن إيطالية ونشا، يطلقون عليه الأب "جوريو". يتبقى حجرتان خصصتا للطيور المهاجرة، وأعني بهم تعساء الحظ من الطلبة الذين، مثلهم مثل الأب "جوريو" و"مدموازيل ميشونو" لا يستطيعون دفع سوى خمسة وأربعين فرنكا شهريًّا للطعام والسكنى. ولكن "مدام فوكيه" كانت لا تأمل قليلا أن يظلوا هنا، وما كانت تقبلهم إلا مضطرة وذلك لأنهم يلتهمون كمية كبرى من الخبز. في ذاك الوقت صارت إحدى الحجرتين مسكونة بشاب قادم من ضواحي "أنجوليم" إلى "باريس" ليدرس القانون، عائلته كثيرة العدد تخضع لحرمانات هائلة حتى تتمكن من إمداده بألف ومئتي فرنك سنويا. "يوجين دو راستنياك"، وهذا هو اسمه، كان واحدًا من أولئك الشبان المعتادين على الشغل منذ نعومة أظفارهم، ويعلمون أن والديهم يعقدون عليهم الآمال، والذين يتهيئون لمصير رائع حيث يوجهون مرامي دراساتهم وقد طوعوها مقدمًا مع الحركة المستقبلية لمجتمعهم، فيكونون الأوائل الذين يجنون الثمار. ولك أن تقول إنه لولا ملاحظات هذا الشاب، المستطلعة، والعنوان الذي استطاع به التوغل في صالونات "باريس"، فإن هذه القصة ما كانت ستتلون بهذه النغمات الحقيقية التي تعود على الأرجح إلى بصيرته الثاقبة ورغبته في التغلغل في أسرار الموقف المرعب، والمختفي بواسطة أولئك الذين أبدعوه وبنفس الدرجة الشخص الذي كابده وعاناه"
انبهر الشاب راستنياك بحياة المجتمع الراقي في باريس وانشغل بمحاولة اقتحامه وواتته الفرصة عن طريق إحدى بنات عمومته وهي الكونتيسة دو بوزيان وهناك تمكن من معرفة سر الأب جوريو الذي اتضح أنه أب كل من الكونتيسة دو رستو والأخرى المتزوجة من أحد أصحاب البنوك، له اسم ألماني، وهو "البارون نوسنجن"؟ واسمها "دلفين"؟، هاتان الابنتان اللتان جردتا والدهما من كل ثروته وأبقيتاه بعيدا عن قصورهما بعد أن نفد ماله، هو الذي يحبهما حتى العبادة. يقول عن ذلك في الرواية : "إن ابنتي تحباني كثيرًا. أنا أب سعيد. ولكن صهريَّ هما السيئان معي. أنا لا أريد لهاتين المخلوقتين الغاليتين أن يعانيا ويقاسيا بخلافاتي مع زوجيهما؛ لذا فضلت رؤيتهما دون علم أحد. وهذه السرية تعطيني متعة تُضاهي ألف متعة يحسها الآباء الآخرون الذين بإمكانهم زيارة بناتهم متى شاءوا. أنا لا أستطيع ذلك. تفهمني؟ إذن فأنا أذهب عندما يكون الجو معتدلا إلى "الشانزليزيه" بعد أن أكون استفسرت من الخادمات ما إذا كانت بنتاي ستخرجان. فأنتظرهما على الممر. ويدق قلبي وأنا ألمح السيارتين قادمتين، وأعجب بهما وهما في زينتهما، وإذا بهما تلقيان علي أثناء مرورهن ضحكات تُذَهِّب الطبيعة كما لو سقطت أشعة شمس جميلة، وأمكث. يتوجب عليهما العودة فأراهما مرة أخرى. ويتفاعل الجوُّ معهما فتتبديان ورديتين، وأسمع حولي صوتا يقول: "تلك امرأة جميلة"، فينتعش فؤادي. أليس كذلك يا دمي؟ أحب الجياد التي تحرك عربتيهما. وأود لو كنت الكلب الصغير الذي يحملانه في حجرهما. على سرورهما أحيا وينبض قلبي. لكل إنسان طريقته في الحب. وطريقة حبي لابنتي لا تؤذي أحدًا فلماذا ينشغل العالم بي؟
هل ذهابي لرؤية ابنتي مناف للقوانين؟ في المساء لدى خروجهن من منازلهن للذهاب إلى الحفلات الراقصة؟
يا للألم الذي يعتصر قلبي إذا ما وصلت متأخرًا بعد فوات الأوان فيقال لي: "المدام خرجت"
في إحدى الليالي انتظرت حتى الساعة الثالثة فجرًا حتى أرى "نازي" ولم أكن رأيتها من يومين. أتوسل إليك ألا تتحدث عني إلا لتقول كم هما طيبتان ابنتاي. إنهما تودان لو أغرقتاني بالهدايا، ولكني أمنعهما قائلا: "حافظا على نقودكما. ماذا تودان أن أفعل بها؟ لا يعوزني شيء". أقول لك يا "مسيو" ماذا أنا؟ أنا جثة كريهة أما الروح ففارقتُها لتحوم حول ابنتيَّ". وتمضي أحداث الرواية من صراع إلى صراع بينما الأب جوريو الغارق في المرض ومعاناة سكرات الموت لا يفكر إلا في ابنتيه اللتين تنكرتا له كلا بطريقتها الخاصة.

شخصيات القصة
أوجين دي راستينياك
أتي من شارنت لكي يدرس القانون بباريس ، التقي بجاك كولن الملقب بفوتران وهو شخص شرير. وبالرغم من طوح راستينياك إلا أنه إنسان ولكنه لم يستمع لنصائح فوتران الإجرامية. صديق لهوراس بيانشون (طالب في الطب) . أحب دلفين دي نوسينجان إبنة الأب غوريو.

جون جواكيم غوريو

دلفين دي نوسينجان ما بين عشيقها أوجين دي راستينياك ووالدها جون جواكيم غوريو
الأب غوريو هو صانع شعرية ، صنع ثروته وقت الثورة الفرنسية. كان يحب ابنتيه بدون حدود ، حيث كانا يستغلان هذا في طلب المال منه دائماً. " كان غني ولديه أكثر من ستون ألف فرنك ، ومع ذلك لا يصرف مئتي فرنك علي نفسه، وكانت سعادته في إرضاء ابنتيه ، وكان يطلب عناق فقط مقابل تقديم القرابين لهم فهن بمثابة آلهة له". ولكن بناته كانت ناكرات للجميل.
حتي عند وفاته ، لم تتحرك أناستاسي دي ريستوه ودلفين دي نوسينجان لرؤية والدهما وتوديعه . لم يهمهم الأمر ولكن مدام دي ريستوه أتت فقط لتتأسف له قبل وفاته. مات غوريو مُفلساً؛ حيث أعطي كل مايملك لأبنتيه واضطر لبيع كل ما يملكه ليصنع لأبنته أناستاسي ثوباً. اضطر بيانشون وراستينياك لدفه مصاريف دفنه، حيث أن غوريو لم يكن يملك سنتاً واحداً ورفضت ابنتيه دفع المال لدفنه.

جاك كولين المُلقب بفوتران أو خادع الموت

هذا الشخص الذي أسماه بلزاك بالعمود الفقري لالملهاة الإنسانية ، وقد ظهر لأول مرة في الأب غوريو. وهو مُدان هارب من العدالة من سجن تولون ، وحكم عليه بتهمة التزوير. ولقد اختبأ في باريس منذ 1815 وأسمي نفسه فوتران. وخانه صديق له في السجن مُلقب بخيط الحرير. وبمُساعدة الآنسة دي ميشونوه قُبض عليه بعد التأكد من العلامة الحمراء التي على كتفه. وسجن في سجن بروشفار . كان فوتران يضع شعراً مُستعاراً ، ولون شعره الحقيقي كان أحمر.

دلفين دي نوسينجان

الابنة الصُغري للأب غوريو، زوجة البارون دي نوسينجان ، وتزوجته عام 1808. كانت دلفين لا تحب زوجها ، وكانت في البداية عشيقة دي مارساي . زوجها الغني لم يكن يعطيها إلا احتياجاتها الضرورية؛ لهذا فإن دلفين دائماً في بحث عن المال. وانتزعت من والدها كل ما يملك لسد دينها لدي جوسباك. وأصبحت العشيقة لأوجين دي راستينياك ، وكانت تقابله في الشقة التي جهزها والدها لطيري الحب ظناً منه انه سيثكمل باقي أيامه معهم، ولكن خابت آماله فيما بعد. وكانت دلفين مشغولة تماماً لتجعل فيكومتيس دي بوسيون تستضيفها، والتي كانت تحكم كل باريس. وحيث الصالون في فوبورج سانت جيرمين لا يُفتح إلا للشخصيات ذات الألقاب القيمة والموروثة ، وهو ما لم يكن لدي دلفين فهي من عامة الشعب. اصطحبها أوجين دي راستينياك إلي حفلة وداع الفيكومتيسة التي كانت ستترك باريس بسبب فشل علاقتها العاطفية مع الماركيز دي أدجودا بونيتو وهجره لها وزواجه من أخرى.

أناستاسي دي ريستوه

هي الفتاة الكُبري للأب غوريو ، وهي عشيقة ماكسيم دي تراي ودفعت له ديونه لدي جوسباك. حاول معها راستينياك أن تصبح عشيقته قبل أن يحي أختها.


مشاهدة فلم مقتبس عن الرواية 


الرواية بالعربية 

الرواية بالفرنسية 

ملخص للرواية والشخصيات والمواضيع الرئيسية (بالفرنسية)

تحاليل لمقتطفات من الرواية (بالفرنسية)






تعليقات

مواضيع شائعة

كل ما يخص رواية الأحمر والأسود Le Rouge et Le Noir

كل ما يخص رواية الشارة القرمزية The Scarlet Letter

الشيخ والبحر the old man and the sea

كل ما يخص رواية أميرة كليف la princesse de clèves

كل ما يخص مسرحية الدكتور فوستوس Doctor Faustus

كل ما يخص مسرحية هوراس Horace

صمت البحر Le Silence de la mer

الأدب

كل ما يخص مسرحية فولبوني Volpone