التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ألبير كامو أمير الوجودية والعبثية

ألبير كامو

ألبير كامو

 فيلسوف وجودي وكاتب مسرحي وروائي فرنسي-جزائري , ولد في قرية الذرعان وتعرف أيضاً ببلدة مندوفى بمقاطعة قسطنطينية بالجزائر، فى بيئة شديدة الفقر من أب فرنسي قُتل بعد مولده بعام واحد فى إحدى معارك الحرب العالمية الأولى ومن أم أسبانية مصابة بالصمم،ألا إنه تمكن من إنهاء دراسته الثانوية ثم تعلم بجامعة الجزائر من خلال المنح الدراسية وذلك لتفوقه ونبوغه حتى تخرج من قسم الفلسفة بكلية
الآداب، وانخرط في المقاومة الفرنسية أثناء الاحتلال الألماني، وأصدر مع رفاقه في خلية الكفاح نشرة باسمها ما لبثت بعد تحرير باريس أن تحولت إلى صحيفة Combat "الكفاح" اليومية التي تتحدث باسم المقاومة الشعبية, واشترك في تحريرها جان بول سارتر. ورغم أنه كان روائيا وكاتبا مسرحيا في المقام الأول, إلا أنه كان فيلسوفا. وكانت مسرحياته ورواياته عرضا أمينا لفلسفته في الوجود والحب والموت والثورة والمقاومة والحرية، وكانت فلسفته تعايش عصرها، وأهلته لجائزة نوبل فكان ثاني أصغر من نالها من الأدباء.
وتقوم فلسفته على كتابين هما ((أسطورة سيزيف)) 1942 والمتمرد1951 أو فكرتين رئيسيتين هما العبثية والتمرد ويتخذ كامو من أسطورة سيزيف رمزاً لوضع الإنسان في الوجود، وسيزيف هو هذا الفتى الإغريقي الأسطوري الذي قدّر عليه أن يصعد بصخرة إلى قمة جبل، ولكنها ما تلبث أن تسقط متدحرجة إلى السفح, فيضطر إلى إصعادها من جديد, وهكذا للأبد،
وكامو يرى فيه الإنسان الذي قدر عليه الشقاء بلا جدوى، وقُدّرت عليه الحياة بلا طائل, فيلجأ إلى الفرار أماإلى موقف شوبنهاور : فطالما أن الحياة بلا معنى فلنقض عليها بالموت الإرادي أو بالانتحار، وإما إلى موقف اللآخرين الشاخصين بأبصارهم إلى حياة أعلى من الحياة, وهذا هو الانتحار الفلسفي ويقصد به الحركة التي ينكر بها الفكر نفسه ويحاول أن يتجاوز نفسه في نطاق ما يؤدي إلى نفيه, وإما إلى موقف التمرد على اللامعقول في الحياة مع بقائنا فيها غائصين في الأعماق ومعانقين للعدم, فإذا متنا متنا متمردين لا مستسلمين. وهذا التمرد هو الذي يضفي على الحياة قيمتها, وليس أجمل من منظر الإنسان المعتز بكبريائه, المرهف الوعي بحياته وحريته وثورته, والذي يعيش زمانه في هذا الزمان : الزمان يحيي الزمان.


كامو اليساري الحالم.. حولته الحرب العالمية من الوجودية للعبثية. وانتهت حياته في حادث سيارة ومعه تذكرة قطار

 «ماذا تهم الحياة التي يختارها الإنسان والمصير الذي يريده إذا كان هناك قدر واحد يختاره هو نفسه كما يختار ملايين ملايين من الناس الذي غمرهم هذا القدر باختياراته..» هكذا وصف الفيلسوف والروائي وكاتب المسرح الفرنسي ألبير كامو، الحياة في رواية «الغريب».. والغريب أنه مر من الحياة نفسها كالزائر الغريب ولم تستغرق رحلته سوى 46 عاما فقط، إلا أنه ورغم قلة أعماله الأدبية، ترك بصمته في مجالي الثقافة والفكر لا يزال ممتدا إلى الآن.
كيف لا؟ وقد كتب كامو في الرواية ذاتها يقول: «خلال كل الحياة التي لا معنى لها التي عشتها كانت تصعد نحوي نسمات غامضة عبر سنين لم تأت بعد.. وكانت هذه النسمات تجعل كل شيء يبدو متساوياً في نظري خلال السنين التي عشتها والتي لم تكن أكثر واقعية من السنين التي قضيتها في السجن».
ورغم ترحيل المخابرات الفرنسية له من الجزائر بسبب تعاطفه مع الشعب الجزائري ووقوفه بقوة مع حق الجزائر في الاستقلال، إلا أن الجزائر بقيت حاضرة في أدبه وفى حياته.
 حياة كامو القصيرة التي امتدت 46 عاما فقط، وقلة أعماله الرواية والمسرحية لم تمنعه من أن يترك أثر كبير في مجال الثقافة والفكر والأدب مازال ممتد حتى الآن، فقد نشأ ألبير في سنوات غاية في الإضراب السياسي والفكري والديني والاجتماعي فبعد عام واحد من ميلاده بدأت الحرب العالمية الأولي التي شهدت مقُتل والده في بداية الحرب في معركة المارن فأصبح بعدها ألبير يتيم، ما جعله يلعن الحروب ويكره العنف، وكتب ذات يوم : «لم يعد قلبي الآن إلا ذاك القلب العاشق للحياة والمتمرّد على النظام القاتل للعالم».
وفي هذه الفترة كانت المدرسة السيرالية تطرح رؤية جديدة ومغايرة للفن وفلسفته، الحياة الاجتماعية شهدت أيضاً نقلات كبيرة فبعد قيام الثورة البلشيفة وانتصارها صارت الشعوب تتطلع لعالم أكثر أجمل وأكثر حرية وعدالة فى ظل الشيوعية التي هزت العالم في حينها، كل هذه التغيرات والاضطرابات لعبة دور هام فى حياة وتكوين ألبير كامو فنشأ كامو متمرداً يسارياً حالماً متسائل دائماً، يحلم بعالم يملك فيه الإنسان حريته وتتمتع فيه كل الأوطان باستقلاليتها.

ألبير كامو
ألبير كامو بين  الفلسفة الوجودية والعبثية


يعتبر ألبير كامي من رموز الفلسفة الوجودية، فألبير كان صديق للفيلسوف والأديب جون بول سارتر الذي ينسب له تأسيس مذهب الوجودية الفلسفي،
لكن بعد سنوات من إيمان كامو بالوجودية وقيامه بالتنظير والكتابة والتبشير بها كفلسفة جديدة، تغير موقفه من الوجودية وتحول إلى الفلسفة العبثية هذا التحول الذي كان سبباً في افتراقه عن صديق العمر وشريك الفكر جان بول سارتر، وكان الدافع لهذا التحول هو ما شاهده كامو من دمار وعبثية الحرب العالمية الثانية، خصوصاً ما رآه من أفعال الجنود الألمان الذين احتلوا فرنسا وأنضم كامو فى هذه الفترة للكتائب الفرنسية التي تدافع عن استقلال فرنسا وتحارب المحتل النازي، وبعد رحيل الاحتلال الألماني عن فرنسا، عاد كامو إلى الجزائر ورأى فظاعة ما يفعله الجنود الفرنسيون في الجزائر والفقر المدقع الذي يعيش فيه الشعب الجزائري بسبب الاحتلال الفرنسي.



ألبير كامو بين فرنسا والجزائر

ألبير كامو
أحد الأزمات الوجدانية والعاطفية التى عانى منها  كامو بشكل كبير هى الصراع الوجداني والعقلي بين ما يؤمن به ويتطلع اليه وبين الواقع فهو يؤمن ويدعو للحرية وللاستقلال الدول لكن الواقع يقول ان وطنه  الام محتلة لدولته التى ولد بها ونشأ على أرضها ومن هنا كان الصراع الكبير الداخلي لدي البير كامو متسائلاً فرنسا أم الجزائر؟ الثورة أم الاستعمار؟ الوطن الأم أم الوطن بالتبنّي؟ هذه الأسئلة هزّت كيان الكاتب الشاب والمناضل اليساري الذي اتّخذ أثناء مشادّة كلامية له مع طالب جزائري موقفاً مثيراً للجدل، ظلّ صداها يتردّد في أذنينا حتى الآن «أنا مع العدالة دائماً، ولكن بين العدالة وأمي أختار أمّي»، ورغم هذا دعم كامو حق الشعب الجزائري في الاستقلال و رأى في الاحتلال الفرنسي سلوك بشري غير حضاري بل وحشي ومن أقوال  كامو «رجل بلا أخلاق هو وحش تم إطلاقه على هذا العالم».
وحب ألبير للجزائر كان واضحا جداً خاصة عندما  أعلن أمام الأكاديمية السويدية وملك السويد نفسه، أثناء تسلّمه جائزة نوبل للآداب عام 1957، أنّ أكثر ما يُميّزه هو أنه "فرنسيّ من الجزائر"، وعلى الرغم من كل هذا العشق للجزائر من قبل ألبير كامو لكن هناك أناس تختلط عليهم علاقة ألبير كامو بالجزائر خاصة أنه كان ضد عنف الثورة الجزائرية ولم يقف مع الثورة ويدعمها بالشكل المتوقع.
حرب الاستقلال الجزائرية التي اندلعت عام 1954 سببت لكامو حيرة نفسية ومعضلة اخلاقية. كان كامو يتصور امكانية حصول حكم ذاتي في الجزائر ، أو حتى حصول العرب على فدرالية خاصة بهم، لكنه لم يتصور فكرة الاستقلال التام. كانت تلك الافكار مرفوضة من الجانبين ، لكن ذلك لم يمنعه من مساعدة السجناء الجزائريين – سرا- والذين كانوا يواجهون عقوبة الاعدام في السجون الفرنسية في الجزائر.

أيد كامو الثورة الجزائرية في سياق نضاله من أجل العدل والمساواة، ونظر الى الجزائر كأمة عرب وأمازيغ وفرنسيين ويهود، وواحدة من الأمم التعددية في حوض المتوسط، بحر الحضارات. كان عدد المستوطنين الفرنسيين يناهز المليون في أربعينات القرن الماضي، تفضلهم السلطة على السكان الأصليين، ما دعا بعضهم الى لعب دور عصا الاستعمار. وواجه كامو هذه العدوانية وفضحها، كونه وفياً للجزائر «أرضه الحبيبة»، ودفع الثمن باضطراره للهجرة الى فرنسا.

وقد حرسته جماهير الثورة من هجمة المستوطنين الصارخين «الموت لكامو» حين زار الجزائر في مسعى أخير لوقف العنف، وخاب مسعاه لأن الافتراق اتسع بين الثورة والمستوطنين، ولم تكن واقعية نظرة كامو الى الجزائر الخليط، لأنها لم تأخذ في الاعتبار البنية الاستعمارية الخاصة. ثمة من يقارن بين كامو ومانديلا الذي سامح البيض واعترف بهم متساوين مع السود في جنوب أفريقيا. المقارنة لا تصح من ناحية بنيوية على رغم مآسي فرنسيين اعتبروا الجزائر وطنهم. لقد ألغى العنف احتمالات التسامح، وخسر كامو وطنه الجزائر حين بادر شارل ديغول أخيراً الى الاعتراف بأن البلاد لسكانها الأصليين وعلى الفرنسيين الجزائريين العودة الى أرض أجدادهم. وقد كانت صدمة لا بد منها في معطيات تلك المرحلة. لم يعش كامو ليرى الجزائر مستقلة، لكنه لجأ الى الصمت، كحل لموقفه الذي يرفضه الطرفان المتصارعان، وهو كان صريحاً عام 1957 حين أجاب عن سؤال أثناء تسلّمه جائزة نوبل للآدب: «هناك من يزرع قنابل في الترام الجزائري، وقد تكون أمي في أحد القطارات، فإذا كان البعض يرى هذا القتل عادلاً، فأنا أفضّل حياة أمي».
وظل ألبير متأرجحا بين حبه للجزائر وحبه لوطنه الأم فرنسا حتى رحل عن عالمنا في حادث سيارة فى 4 يناير 1960, ففي صباح يوم4 يناير1960, كان ألبير كامو قد اشتري تذكرة للقطار المتجه إلي باريس من إحدي ضواحيها حيث كان يبيت ليلته, إلا أن صديقه الأعز ميشيل جاليمار أصر علي اصطحابه معه في سيارته! وقد رجحت الأقوال أن السرعة الجنونية وانفجار أحد إطارات السيارة كانا سبب الحادث الذي أودي بحياتهما, لكن تذكرة القطار التي وجدت في جيب كامو والمسودة الخطية لعمله الأخير غير المكتمل' الإنسان الأول' التي وجدت أيضا في حوزته تؤكدان أنه رغم كل حيرته وتساؤلاته عن جدوى الحياة, فإنه كان محبا للحياة ومقبلا عليها..
 من سخرية الاقدار انه كان قد علق في اوائل حياته الادبية ، ان اكثر موتا عبثيا يمكن تخيله هو الموت في حادث سيارة.

ألبير كامو الاديب وكاتب المسرح
ألبير كامو
لم يترك ألبير كامو أرث أدبي ومسرحي كبير لكنه أعماله على الرغم من قلتها كانت مميزة ولها أثر كبير جدا ما زال متواصل حتى الان ومن أعماله روايته الشهيرة " الطاعون " ورواية "الغريب" بالاضافة إلى مسرحية "كاليجولا" وفى تحليل لأعمال ألبير كامو الأدبية كتب النقاد العراقي سرمدي السرمدي : " قبل الخوض في عرض أعمال البير كامي ومنها مسرحية حالة حصار, لابد لنا من توضيح حول فكره, فلم يكن البير كامي فيلسوفا, ولا معتنقا لنظرية فلسفية معينة, بل كان مفكرا له أسلوبه الذاتي, كما لم يكن من تلامذة جان بول سارتر, ولا من الذين يعتنقون المذهب الوجودي, ولم تكن العلاقة بينهما سوى علاقة تفاهم فكري دام بعض الوقت, وانتهى بخلافات فكرية, إلا أن هذا لا يعني عدم وجود أي ملامح للفلسفة الوجودية في مسرحياته, لكنه كمفكر لا يحسب على الفلاسفة الوجوديين, وتعد رواية الغريب مثالا جيدا للتعريف بأدب البير كامي, فهي كانت إعلانا صريحا من قبله كأديب ومفكر عن الرفض القاطع لما حل بالإنسان المعاصر, وتصويرا دقيقا حيا يتلمسه القارئ من خلال الحوارات الداخلية للشخصيات, لتعبر عن أكثر المشاعر الإنسانية قربا للضياع وفقدان الأمل بالحياة..

مارسيل: كنت متأكدا من نفسي, من كل شيء, أكثر من كل شيء, متأكدا من حياتي, ومن هذا الموت الذي سيأتي, نعم... لم يكن عندي سوى ذلك ولكني على الأقل كنت أتشبث بهذه الحقيقة كما تتشبث هي بي.

وفي رواية الموت السعيد نجد إصرار كامي على تأسيس تلك الرؤية للإنسان والعالم الذي يحيط به, الرؤية التي جسدها بطل الرواية الذي عانى مصاعب الفقر والمرض والحب, أدت إلى صراعات نفسية, ورغم تشابه اسم البطل مع بطل رواية الغريب إلا أن الأحداث اتخذت منحى مغاير تماما في الأسلوب والتصوير من قبل كامي, مع حرصه على عرض وجهة نظر إنسانية مؤطرة بالسواد واليأس, هذه الصفة تسود على أدب البير كامي في رواياته مثل المنفى والملكوت, أسطورة سيزيف, اعراس, المقصلة, السقطة.
تصور لنا مسرحية حالة حصار سكان مدينة اسبانية تدعى كاديز, يعيشون حياتهم الطبيعية الخصبة فاقدي الوعي مسلمين بها تسليما لا يقبل المناقشة, في ظل نظام تقليدي عاجز لا أثر له, يمثله الحاكم والقاضي والكنيسة, وذات يوم ينشب الوباء مخالبه داخل جسد المدينة, فيفرض عليها نظاما بيروقراطيا جامدا مجردا كأنه القدر, ويحطم الوباء حياة المدينة فيشل الوجدان ويقتل الحرية والحب والمغامرة وتصبح العداة انتقاما والحب كرها والشرف جبنا وينقطع تيار الحوار الإنساني الذي يعبر به البشر عن مخاوفهم وآلامهم عن إحزانهم وأفراحهم, عن أسئلتهم وأجوبتهم, ويسود حكم الصمت, ويكثر المونولوج في المسرحية, ويظل الحكم سائدا حتى يتشنج الطالب والعاشق دبيجو وهو الشخصية الرئيسية فيصرخ صرخة الاحتجاج والتمرد التي يعبر عنها أدب البير كامي بشدة في اغلب إعماله.

وينزع دبيجو القناع عن وجهه ويحرر سكان المدينة من خوفهم..

دييجو: مالذي استطيع أن اقهره في هذا العالم , إلا الظلم الذي وقع علينا ..

وينقذ حبه بعد أن يدفع حياته ثمنا له, أن التمرد على المحال ممثلا في صورة الوباء يتجسد في هذه الشخصية للبطل , انه يزيل أكوام الكسل والخوف وعدم الاكتراث ويؤجج شرارة الحياة والقوة والحرية في نفوس سكان مدينة كاديز, لقد سقط شعب مدينة كاديز ضحية نظام سلبي مجرد, تقول سكرتيرة الوباء: هل ما زلت تحس بالخوف؟, ويجيبها دبيجو لا, وترد السكرتيرة قائلة: إذن فلست املك شيئا ضدك!, ويتغلب دبيجو على الموت في نفسه وفي نفوس الآخرين, لا عن طريق غرور وكبرياء بل عن وعي بموقفه اليائس الذي لا مخرج منه والذي يزيد الموت من وطأة الظلم فيه, أن المتمرد الشاب دبيجو لا يريد أكثر من أن يكشف لسكان مدينته عن معنى قدرهم الذي خلا من كل معنى بنظره, انه يريد أن يوقظ حياتهم التي غاصت في السلبية واللاوعي, وعدم الاكتراث, تمرده كان دعوة إلى الوعي الناصع بالمحال.

وفي مسرحية كاليجولا تتجسد في شخصيته تجربة الإنسان الذي يملك من القوة التي تمكنه من أن يحول منطقة المحال إلى واقع فعلي, فالمحال عنده ليس مجرد شعور أو عاطفة بل فكرة فلسفية تسيطر على كيانه فلقد اكتشف كاليجولا فجأة على اثر وفاة شقيقته أو حبيبته درزيلا, أن العالم محال

هذا الاكتشاف الذي توصل إليه فيه تكمن حريته في انه جعل المستحيل ممكنا ولو أنها حرية فاسدة, يلخصه في هذه العبارة

كاليجولا: الناس يموتون وهم ليسوا سعداء, إنا الحر الأوحد في الإمبراطورية الرومانية بأسره

وفي حوار أخر :

كاليجولا: أريد أن أذيب السماء في البحر واصهر الجمال مع القبح وان اخلق من الألم فقاعات من الضحك.

لم يفرق كاليجولا بين الممكن والمستحيل, فهو يريد أن يمد يده فتلمس القمر, ولكنه لم يقدم على الانتحار, على الاختيار الصعب, وهكذا حال هذا بينه وبين معرفة الممكن والمستحيل والفرق بينهما, وشخصية دبيجو المتمرد على الآخرين وكاليجولا المتمرد على نفسه والآخرين تقودنا إلى استعراض شخصية مارتا المتمردة على الله, مع أن الثلاثة يؤكدون في تمردهم عبثية الوجود الإنساني على أكمل ما استطاع البير كامي أن يصور مسرحياته ويتضمنها فكرته عن الوجودية, إلا أن شخصية مارتا في مسرحية سوء تفاهم, تقدم على الانتحار أخيرا حينما تكتشف أنها قتلت أخاها عن طريق الخطأ, بعد أن تدرك أن ذلك لم يكن ليحدث لو لم يكن الوجود عبثا في عبث, لذا فأن أقصى حدود التمرد هي الانتحار. *للمزيد ينظر: سرمد السرمدي, تفكيك المسرح الوجودي, رؤية نقدية, المركز الثقافي للطباعة والنشر(بابل), مسجل لدى دار الكتب والوثائق العراقية, بغداد, رقم الإيداع 250 - السنة 2011م.
وختاماً كان للشاب ألبير كامو صاحب ال 46 عاماً تأثير كبير على الحقل الأدبي, حيرته ما بين الوجودية والعبثية والوطن وأرض التبني خلقت منه مبدع فريد فاق بجاذبيته كثير من الأدباء أصحاب الإنتاج الوفيرعلى مدار سنوات طويلة فبمجرد أن تتصفح كلماته ستغرق في كم الزخم الفكري والعقلي وخطوطه الروائية الساحرة المنمقة لغوياً ودرامياً في تسلسل الأحداث, وانتصر كامو على فكرة الموت التي كانت تُمثّل بالنسبة إليه هاجساً مُخيفاً حاول أن يهرب منه بالكتابة مرة، وبأسلوب حياته مررة أخرى. وقد عُرف عن كامو حبّه للحياة والنساء والرقص والضحك... وكان حاضر النكتة دائماً، هو الذي قال مرّة إنّ الضحك هو الحلّ الأمثل كيلا نصرخ من الألم ولا نستسلم لليأس

من أقواله
- من هو الثوري؟ رجل يقول لا.
- رجل بلا أخلاق هو وحش تم إطلاقه على هذا العالم.
- لكي تصنع ثقافة لا يكفي أن تضرب بالمسطرة على الأصابع.
- الثرثار انسان بلا معنى.
- لسنا ننشد عالماً لا يُقتَل فيه أحد، بل عالماً لا يمكن فيه تبرير القتل.
- اللباقة طريقة للحصول على إجابة بنعم دون طرح سؤال واضح.
- لا أحد يعرف أن البعض يبذلون جهودا جبارة لكي يكونوا مجرد أناس عاديين.
- لكل الأعمال العظيمة والأفكار العظيمة بدايات سخيفة.
- ليس أحقر من احترام مبني على الخوف.
- المثقف من يستطيع عقله مراقبة نفسه.
- الثقافة هي صرخة البشر في وجه مصيرهم.
- نحن جميعا حالات خاصة.
- يتكلم بعض الناس أثناء نومهم، أما المُحاضرون فيتكلمون أثناء نوم الآخرين.
- الإنجاز قيد، فهو يجبر المرء على تحقيق إنجاز أكبر.
- ليست الرواية سوى فلسفة تم تصويرها.
- الحكومة بطبيعتها ليس لها ضمير، وأحيانا يكون لها سياسة.
- المجتمع القائم على الإنتاج مجتمع منتج، لكنه ليس مبدعاً.

- ليس على المرء إلا قتل مالكة منزله لكي ينال الشهرة.


اقتباسات

(لاتحكم على اختيـــاراتي إذا لم تكن تعرف أسبـــابي ولا تحـــكم على أسبـــابي لأنك لم تعش حيـــاتي)!
(لكل الأعمال العظيمة والأفكار العظيمة بدايات سخيفة).
(أنا أتمرد إذا نحن موجودون)
(تعرفون اسمي ولا تعرفون قصتي تعرفون ماذا فعلت ولا تعرفون الظروف التي مررت بها فتوقفوا عن الحكم علي وانشغلوا بأنفسكم)
(هناك أشخاص يجب ألا نمنحهم أكبر من حجمهم كي لا نخسر الكثير من حجمنا)
(أصرخ قائلاً إنني لا أؤمن بشيء , وأن كل شيء عبث) .
(لا تظن لحظة واحدة أن أصدقاءك سيتصلون بك تلفونياً كل مساء، كما يجب عليهم أن يفعلوا، لكي يعرفوا هل أن هذا المساء هو المساء الذي تقرر فيه أن تنتحر، أو هل أنت في حاجة إلى الرفقة، أو أنك لست في مزاج يتيح لك الخروج. كلا، لا تقلق، فإنهم سيتصلون بك في المساء الذي لا تكون فيه وحدك، حين تكون الحياة جميلة. أما بالنسبة للإنتحار، فإنهم سيدفعونك إليه على الأكثر، بسبب ما تدين به لنفسك، كما يعتقدون)
(إن الخوَر يصيب المثقفين أكثر من غيرهم، لا لأنهم أقل شجاعةً، بل أكثر خيالاً)
(إنّ البشر لا يقتنعون بأسبابك وصدقك وجدّية عذابك إلا حين تموت ، وما دمت حياً فإن قضيّتك مغمورة في الشك ،وليس لك أي حق إلا في الحصول على شكوكهم).
(لسنَا ننشد عالما لا يُقتل فيه أحد بل عالماً لا يمكن فيهِ تبرير القتل) ..!!
(ماهو سبب ممتاز للعيش هو سبب ممتاز للموت)
(ولا أعرف لماذا توقفنا طويلاً قبل ان نبدأ السير)
(أتحدثني عن يوم الحساب الأخير ؟ اسمح لي بأن أضحك باحترام ، و سأنتظر ذلك اليوم بصبر ، لأنني عرفت ماهو أسوأ منه .. حساب البشر ، سأخبرك بسر كبير يا صديقي العزيز .. لا تنتظر يوم الحساب الأخير ، إنه يحدث في كل يوم) 
(نجد ان الانسان يحس بالغربة فى كون يتجرد من الأوهام والضوضاء)
(إن الحياة لا تتغير إطلاقاً .. وأن جميع أنواع الحياة تتساوى على أية حال) ..
(و تكون الفضيله و الرذيله مجرد صدفه او نزوه)
(وأنا حين أفكر في أحوالي جيداً لا أجدني تعيساً أو بائس ، ولما كنت طالباً كان عندي الكثير من الطموح من هذا النوع،ولكن لما قدر لي أن اترك الدراسة أدركت بسرعة أن كل هذا لا ينطوي على أهمية حقيقية)
(لا يستطيع الإنسان حتى لو بذل كل جهد سوى ان يسعى إلى تخفيف شقاء العالم تخفيفا نفسيا ولكن الظلم والعذاب سيبقيان ومهما كانا محدودين فسيظلان فضيحة وستبقى ( لماذا ؟ ) ديمتري كارامازوف تتردد أصداؤها في كل مكان ولن يموت الفن والتمرد إلا مع آخر إنسان) .
(إن مرض أوروبا أنها تزعم أنها تعرف كل شيء،لكنها لا تعرف كل شيء، يجب أ أقول ذلك)
(ان الكراهية تجعل الانسان اكثر ذكاءا)
(الحريه الواقعيه لم تتزايد بنسبه وعي الانسان للحريه)
(إن المرء يتصور دائماأفكارا مبالغا فيها عما لا يعرف).
(اخيرا , لم يبقى عندى اساليب كثيرة للبرهان على أنى حر. لقد جرت العادة أن يصبح الناس أحرارا , على حساب حريات الآخرين .هذا امر مهين , الا انه من طبيعة الأشياء).
(من السهل استنتاج النتائج التى يشتمل عليها الفعل من الفعل نفسه)
(إن الموت لناجع و صحي و لا مناص منه
الناس يموتون لأنهم مذنبون
الناس مذنبون لأنهم من رعايا كاليجولا
كل الناس الآن هم من رعايا كاليجولا
لذا لا يستحقون سوى الموت
إنها مسألة صبر و وقت)
(كل ماحولي كذب ورياء. أما أنا فأريد أن أجبرهم على العيش بصدق وشرف، وأملك لذلك الوسائل الكافية ياهيليكون. إنهم لايتمتعون بحيواتهم. وأعلم أن الذي ينقصهم هو المعرفة وينقصهم المعلم الذي يعي مايتحدث به) ...
(المشاعر العظيمة تأخذ معها كونها، رائعاً أو تعساً، تضيء بأحتدامها عالماً إستثنائياً تستطيع فيه أن تدرك جوها)
(أرغب أن أبدل كل شيء. سأقدم المساواة لعصري هذا هدية. وعندما يتساوى الجميع، سيصل في النهاية، المستحيل إلى الأرض وسيصبح القمر بين يدي. وعندما تحين فرصة التحول لي وللعالم أجمع معي، وعندها يتوقف الناس عن الموت وفي نهاية المطاف، يصبحون سعداء).
(يمكننا أن نصنع من الانسان نبيلا في يوم واحد. أما لصناعة عامل فنحتاج إلى عشر سنين.
كالجيولا: ولكي نصنع عاملا من نبيل، أخشى أن نحتاج إلى أكثر من عشرين سنة).
(المشاعر العميقة كالأعمال العظيمة تعني دائماً أكثر ما تدرك قوله)


أهم أعماله:
روايات
 الموت السعيد  
اسطورة سيزيف
 المنفى والملكوت
السقوط
الغريب.
الطاعون.
السقطة
المقصلة
الإنسان المتمرد
قصص قصيرة
أعراس
الصامت 
المرأة الزانية
مسرحيات
كاليجولا
سوء تفاهم
الحصار
 العادلون

لتحميل أعماله

تعليقات

مواضيع شائعة

كل ما يخص رواية الأب غوريو Le Père Goriot

كل ما يخص رواية الشارة القرمزية The Scarlet Letter

الشيخ والبحر the old man and the sea

كل ما يخص مسرحية الدكتور فوستوس Doctor Faustus

كل ما يخص رواية الأحمر والأسود Le Rouge et Le Noir

كل ما يخص مسرحية فولبوني Volpone

كل ما يخص رواية أميرة كليف la princesse de clèves

كل ما يخص مسرحية هوراس Horace

صمت البحر Le Silence de la mer

william shakespeare - ويليام شكسبير