التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بعيدا عن هراء الدورات .. كيف تتعلم لغة ؟

لا أشك ان اللغة أصبحت من متطلبات العمل الأساسية ويجب على كل طالب وخريج إجادة لغة ثانية على الاقل بجانب لغته الأم 

ولكن ماهى أفضل طريقة لتعلم اللغات؟


بالطبع لا يوجد احد منا لم يضطلع على مثل هذه الاعلانات المستفزة واللتى يستغل اصحابها حاجه الطلاب او الخريجين من تعلم اللغة الانجليزية أو الفرنسية ، أو ممن يدرسون الأدب الانجليزي أو الفرنسي ويحتاجون لدروس في المنهاج
أو دورات محادثة وبعد الدفع والدخول فى مثل هذه الدورات..
تجد نفسك محاطا ب 30 طالب أو خريج (المستويات تختلف ويستحيل أن تجدوا دورة مخصصة لمستوى محدد عندما لا يكتمل العدد فالشواغر لن تبقى على حالها)  كل من الحاضرين
يجلس فى قاعة واحده أو فى شقه مؤجرة، والمدرس غير مؤهل بتاتا وغالبا ما يكون غير متخصص أو لم يتخرج ، وما يختلف به عنك أنه اطلع على المنهاج المحدد الذي سيقوم بتدريسه أكثر منك واضاع بعض الوقت في ترجمته (الوقت الذي يجب أن تدرس به المنهاج لوحدك) وتعلم قطع في هذه اللغة أو تلك وبعض الكلمات وبعض القواعد ليطلق عليه اسم شابتر او مستوى وانتهى… والأمر ذاته ينطبق على الدروس الخصوصية ولكن بشكل مصغر وكل ما سبق لن يفيدك ما لم يكن لديك دافع من الأساس

دعك من هذه المهاترات ! ماعليك سوى تطبيق هذه الطريقة البسيطه واللتى اثبتت نجاحها عمليا فى جميع اللغات !.

قبل كل شيء سأطرح تساؤلات بسيطة: 
- كيف يستطيع الطفل الصغير ان يتحدث لغة والديه او لغة البيئه المحيطه به قبل ان يلتحق باى مؤسسة تعليمية ؟
- كيف يتحدث شخص امىّ لغة ما وهو فقط ينطق الجمل، لكنه لا يستطيع ان يكتب حتى حرف او رقم واحد ؟
- هل فعلا تحتاج لمدرس أو لجامعة أو لمدرسة أو لمعهد لتتعلم لغة ؟ هل للدافع الشخصي علاقة؟ 

من خبرتي الصغيرة أستطيع أن أؤكد لكم أنني لم أتعلم شيء مما سبق وان الدروس والدورات كانت اضاعة للوقت وهدرا للمال والسبب أنني لم أمتلك أي دافع او رغبة في نفسي للتعلم. 
كل من يدرس لغة يملك قاموسا يستعمله للترجمة وقد يلزم كتاب تصريف أفعال ان كان دارسا للغة الفرنسية ومن خلاله تبدأ رحلة التعمق في اللغة بترجمة كتبك ومحاضراتك والنصوص التي حذفها الأساتذة من الكتب هذا التدريب الشخصي المتكرر هو أفضل الطرق العملية وأبسطها في تعلم اللغات ..

ان اردنا الاجابة عن التساؤلات السابقة فإن الاطفال يفعلون بهذه الطريقه، عن طريق الممارسه وعدم اجهاد العقل فى تذكر القواعد وطريقة تركيب الجمله مثلا؛ it اولا ام does و where اولا ام is وقاعدة if وwhen  ووو ومن قبل الاخر.

اذا هذا هو سبب عجزنا وهو اشغال العقل بالقواعد وطريقة تركيب الجمل وترتيب الكلمات وبالتالى تصبح جملنا متقطعه ومهزوزه لاننا نشتت انفسنا بالتذكر والتخيل، وعوضا عن هذا فهذه الطريقه تتم بممارسة اللغه واجراء حوار مع اشخاص اخرون، واستخدام الكلمات اللتى حصّلتها داخل الحوار وسماع الجمل وترديدها، واجهاد العقل فى تخيل مواقف معينه والحديث عنها.

مثلا؛ تتخيل انك داخل مطار وتريد الاستفسار عن ميعاد الرحله، او فى مطعم وتريد طلب صنف معين، او تسال على سعر جهاز داخل منفذ بيع وهكذا بجمل غير مرتبه وغير محفوظه فقط تحفز عقلك على التفكير قبل الكلام.
فأقل شخص مننا درس اللغه الانجليزية أو الفرنسية على الاقل 12 عاما قبل دخول الجامعة ، والنتيجة اننا لا نستطيع اجراء حوار بسيط فى اللغه اعتمادا على الكتب والمراجع فقط.

الممارسه هى الحل
وتوجد بعض النظريات اللتى تثبت صحة هذه الطريقه ساذكر منها اللذى اعلمه
تنمية مهارتان هما التحدث والاستماع
وهذه النظرية تعتمد على اربع مبادئ..
1- التوقع
وهو يحث المتعلم على سماع بعض الجمل وترديدها ثم التفكير فيها قبل قولها او قبل ترجمة اى جمله.
2- التكرار التدريجي 
وهو ان المتعلم يكرر المفردات والجمل على ابعاد زمنيه متفاوته، مثلا؛ كل دقيقه ثم كل ساعه ثم كل يوم ثم كل ثلاثه ايام وبهذه الطريقه يسهل  التاكيد على حفظ الكلمات الجمل واستدعائها فى اى وقت.
3- التركيز على الكلمات الاساسيه 
وهو التركيز على اهم الكلمات، ويقال ان 2000 كلمه فى أي لغة فقط يكونون 80 % من الجمل.
4- التعلم الطبيعي 
وهى طريقة تعليم الطفل اى شئ سواء لغه او تصرف، وهو عن طريق ممارسه الشئ اكثر من مره وتكراره حتى بدون التفكير فيه.
ملاحظة
يجب التركيز على القواعد ولكن ليس بدراسة القاعده كتابيا ولكن بتطبيقها وممارستها، وطريقة تكوين الجمل، واعطاء الطالب بعض الكلمات، وتدريبه على تكوين جمله ثم تكرار نفس الجمله، وهو لا يعتمد على جمل او كلمات ثابته، ولكن مع انهاء المستويات المطلوبه سيجد الطالب انه اصبح ملم بمعظم الكلمات والجمل المستخدمه يوميا.

  صدقوا أن شغف التعلم يولد المعجزات لذلك سأذكر أهم طريقة لتعلم اللغات وهي:

الحمام اللغوي : مصطلح واضح معناه أن تحيط جسدك وروحك باللغة المراد تعلمها وهي أقصر الطرق لإتقان اللغة ولن تحتاج إلى أكثر من حمامين أو ثلاثة في الأسبوع وهو أن تفرغ نفسك لتشعر بالانتماء للشعب الذي يتكلم هذه اللغة وأمامك باب مفتوح ومجاني ألا وهو الانترنت بأسوأ الأحوال تعرف على تاريخ الشعب و ثقافته استمع واشبع نفسك وأجري بحثا عن أقدم أغانيهم وأحدث أفلامهم واقرأ دعاباتهم وتناوب بين مسرحية وقصيدة ورواية لتستمع لرئيس برلمانهم على موجات الراديو أو تشاهد حفلا مباشرا على التلفاز وفي أسوأ الأحوال تستطيع أن تقتني كتابا في المحادثة مع أشرطة تستمع إليها مرارا وتكرارا مع أنني أفضل مشاهدة BBC  أو  TV5 على سبيل المثال
(كل من قرأ هذا المقال لديه خدمة انترنت لا يحاول استغلالها في تعلم اللغات)
بالتأكيد لم ولن يتمكن أحد من أن يفهم كل ما يسمع ويرى من أول ساعة ولا من أول شهر المهم في هذه الطريقة هو الإشباع اللغوي كي نجعل أذاننا وحواسنا تتكيف على هذه اللغة أو تلك

لضمان افضل النتائج لابد اولا من وضع الاتى فى الاعتبار

1- العامل النفسى : وضع تحت هاتين الكلمتين الف خط
“يتفق الخبراء على ان 80 % من تعلم اى شئ هو العامل النفسى والحافز والحماس لدى المتعلم و 20 % فقط هو ( الماده المستخدمه من كتب او مراجع + المعلم + المعهد او المدرسه )، وان الطلاب المتفائلين والمحبين للشئ يتعلموه اسرع واتقن بكثير من العكس”
اذا لابد من اقناع النفس بحب الشئ لتعلمه جيدا، ولا تقنع نفسك انك يجب ان تتعلم اللغه الانجليزية مثلا لكى تجتاز المقابلات الشخصيه، او لأنها مادة فى المنهج الدراسي ويجب تخطيها كى تتخرج وتحصل على شهاده ما..
بل يجب ان تقنع نفسك ان هذه اللغه ستفتح لك ابوابا كانت تغلقها سابقا ! كتعلم اشياء جديده وقراءة مراجع وكتب بكل سهوله وعدم الحاجه لترجمة الافلام وترجمة المواقع، فى حين انه لايوجد ترجمة لكل شئ الى العربية، فانت مطالب بتحفيز نفسك واقناعها ان هذا الشئ مفيد.

2- قوة التركيز
 فعليك قبل تعلم اى شئ من تصفية الزهن والتركيز تماما، ويوجد بعض التمارين التى تساعد على هذا كأخذ نفس عميق (شهيق) ثم نعد لاربعه ثم اطلاقه (زفير) وهكذا لمدة 5 دقائق على الاقل، فهذا التمرين يغذى العقل بالاكسجين مما يجعله يعمل اكثر كفاءة ، او التمارين الرياضية، او عدم التفكير فى اى شئ لمدة 15 دقيقه…الخ.

3- الالمام بالاساسيات
اللغه مقسمه الى اربعة اجزاء : قراءة – كتابة – تحدث – استماع
بالطبع سوف نحتاج للاساسيات فى كل قسم على حده ولكن دعنا نركز اولا على اول قسمين، فالكلمات والقواعد شئ مهم، ولكن فى هذه الطريقه سوف لانعتمد عليهم اعتمادا اساسيا، يكفينا بعض الكلمات الاساسيه فقط واللتى بالطبع اغلبنا يعرفها.


بعض الناس لا يفضلون قراءة كتاب الكتروني بحجة انهم لم يعتادوا القراءة على الشاشة أو "أنهم يفضلون ملمس ورائحة الكتاب" وهذا بالنسبة لي محض هراء نابع إما عن عدم رغبة أو بحجة الظروف أو عدم توافر الكتب أو عن غرور يعمي صاحبه عن نهل المعرفة بشتى طرق والوسائل " فكما يقال: اطلب العلم ولو في الصين" والمهم في الكتاب هو مضمونه وروح كلماته لا غلافه ولا تجليده....
- إليكم رابط الارشيف الالكتروني  الذي جمعت به ألاف المراجع في جميع العلوم وسأعمل على تحديثه وإضافة المزيد على الدوام: 
اضغط هنا 
- ويوجد العديد من المواقع المفيدة في تعلم اللغات أعجز عن ذكرها جميعا ومن يملك دافع حقيقي سيبحث بمفرده 
من أهمها 

دوولينجو 


 busuu 


 تعلم الإنجليزية عبر الانترنت 


 Apprendre le français avec TV5MONDE 

وهناك مواقع لا تعد ولا تحصى في هذا المجال ....

وفى النهاية.. ارجوا منكم الاستمتاع بدراسة للغات والتي هي دراسة منفصلة عن الأدب والطريق الرئيسي للوصول اليه لذلك غالبا ما نرى ضعفا لدى بعض الطلاب في اللغة ويكون تأثيره كبيرا في حفظ المواد النظرية أو انشاء حلقات بحث وتحاليل لاحقا بعد  تجاوز السنة الثانية وتخطي مواد القواعد حيث تبدأ دراسة أدب اللغة لتنشأ معها الصعوبات السابقة ....






تعليقات

مواضيع شائعة

كل ما يخص رواية الشارة القرمزية The Scarlet Letter

كل ما يخص رواية الأب غوريو Le Père Goriot

صمت البحر Le Silence de la mer

كل ما يخص رواية أميرة كليف la princesse de clèves

كل ما يخص مسرحية فولبوني Volpone

ألبير كامو أمير الوجودية والعبثية

william shakespeare - ويليام شكسبير

7 نصائح لتعلم اللغات الأجنبية يقدمها لك رجل يتحدث 9 لغات

الأدب

الشيخ والبحر the old man and the sea